وائل حمدي: 'وضعت معالجة جديدة لرواية "أنف وثلاث عيون".. وفكرة وجود أزمة ورق في مصر غير صحيحة" ( حوار)
- الأعمال المأخوذة عن نص أدبي يمكن معالجتها بأشكال مختلفة في أفلام ومسلسلات
- شاركت في اختيار أبطال “ أنف وثلاث عيون” بجوار المخرج أمير رمسيس
- فيلم “ هيبتا” مصنف في إحصائيات أنه أكثر الأفلام الرومانسية الناجحة في مصر
- لم أتغيب عن الدراما التليفزيونية ولكن دراما رمضان ابتعدت عنها سنوات بسبب قرار شخصي
- مسلسلات الـ ٣٠ حلقة في رمان أصبحت لا تصلح إلا في هذه الحالة
- يحدث هجوم على ورش الكتابة لأن الجمهور لم يعتاد على ذلك
يعود السيناريست وائل حمدي للسينما بمعالجة جديدة مميزة لرواية “ أنف وثلاث عيون” المأخوذة عن الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، والتي قد سبق وتم تناولها في فيلم سينمائي عام 1972 وقام بالبطولة الفنان محمود ياسين والفنانة نجلاء فتحي.
يتحدث السيناريست وائل حمدي في حوار خاص لـ "الفجر الفني" حول سبب تحمسه للعودة مرة أخرى للسينما بعد غياب 7 أعوام ومشاريعه الدرامية القائمة، ومشاركته في دراما رمضان 2024 مع النجم أكرم حسني بمسلسل “ بابا جه” بعد غياب عن دراما رمضان، وأيضا رأيه في فكرة وجود أزمة سيناريو وكتاب بمصر وإلي نص الحوار:-
في البداية ما سبب ابتعادك عن السينما ؟
لا يوجد سبب محدد للابتعاد ولكن هي الظروف التي دفعت لذلك، فيلم "أنف وثلاث عيون" انتهيت من كتابته من عامان ونصف، ولكن بشكل عام إقامة المشاريع السينمائية تستغرق وقتا طويلا، لأنها تتطلب مخرج مناسب وظروف إنتاجية جيدة وأبطال مناسبين للأدوار خاصة لو لم يكن العمل من بطولة ميجا ستار، على مدار السبع السنوات بعد فيلم هيبتا " قمت بكتابة فيلم " أنف وثلاث عيون" وأعمال أخرى في انتظار خروجها للنور
وما الذي حمسك لإعادة معالجة فيلم أنف وثلاث عيون بعد ٥٠ عامًا على عرضه ؟
لم أقوم بإعادة معالجة فيلم " أنف وثلاث عيون" بل وضعت معالجة جديدة للرواية وليس الفيلم القديم فهناك فرق كبير، فالنص الادبي للروايات التي تتحول لافلام أو مسلسلات قابلة لوضع معالجات جديدة مختلفة، فسبق وقد تحولت الرواية لمسلسل وفيلم وقابلة أيضا لعمل مسلسلات وأفلام بأشكال مختلفة، لأن المعالجة الدرامية للنص الأدبي تختلف من سيناريست لآخر، والفكرة الأساسية بشكل عام كانت عن طريق المنتجة شاهيناز العقاد التي سبق وتعاونت معها من قبل في "هيبتا"، وبعد الاتفاق بدأت في البحث عن زاوية جديدة.
وكيف كانت تحضيراته مع المخرج أمير رمسيس ؟
التحضيرات من أمير رمسيس كانت لطيفة وسهلة لأنه مخرج محترف وسلس في التعاون ويحترم الاسكريبت للغاية، وكانت جلسات مناقشتنا حول السيناريو كان حريص فيها على أن تكون التعديلات بالاتفاق ويفهم الخطوط الأساسية لكي يحافظ عليها.
وهل شاركت بالاقتراحات في اختيار أبطال العمل بجانبه أم تركت هذا الأمر تمامًا له ؟
بالطبع شاركت بالاقتراحات، وهذه المسألة كانت بالتعاون مع المخرج أمير رمسيس والمنتجة شاهيناز العقاد، والكاتب بشكل عام يكون له رأيي حتى لو رأي استشاري بالعمل لكن المسألة تكون بالاساس في يد المخرج وشركة الإنتاج أحيانا تتدخل ويكون لها وجهات نظر تتعلق بالتوزيع، فالكتاب بشكل عام يكون لهم أراء في إختيار الأبطال.
الأعمال المأخوذة عن نص رواية وسبق وتم تقديمها من قبل ربما لا تحقق إيرادات في شباك التذاكر.. ما رأيك في هذا الأمر ؟
تجربتي الشخصية كانت عكس ذلك، فيلم " هيبتا" نجح للغاية، وصنف في إحصائيات أنه أكثر الافلام الرومانسية إيرادات في تاريخ السينما المصرية، وهناك أيضا روايات مثل روايات أحمد مراد نجحت وفيلم " كيره والجن" من الأفلام التي نجحت مؤخرًا.
وهل ترى أن المقارنة بين الفيلمين ستكون واردة عند طرح العمل ؟
بالطبع سيحدث مقارنة بين الفيلمين، وأعتقد أن ذلك سيكون في صالح الفن بشكل عام، فمن الجيد جدا أن نرى معالجات مختلفة لنفس الرواية، فذلك يجعل الجمهور يفكر ويستوعب الفرق بين الرواية أو القصة والمعالجة الدرامية، لأن هناك عدد كبير لا يفهم الفرق، فهي فرصة جيدة ليشاهد الجمهور عملي.
لماذا تفضل إعادة تقديم الأعمال المأخوذة عن نص روائي.. فسبق وقدمت من قبل فيلم "هيبتا" وأعلنت أيضا تعاقدك على فيلم جديد عن رواية "كونداليني" ؟
الأمر ليس تفضيلا فأنا سيناريست محترف وسواء في فيلم " هيبتا" أو " أنف وثلاث عيون" أو " كونداليني قريبا" فشركات الإنتاج هي من تتواصل معايا لتحويل الأعمال الروائية لأفلام وأنا كسيناريست محترف أجيد عمل ذلك، بالإضافة إلى أن فيلمي الأول " ميكانو" كان قصتي ولم يكن مأخوذ عن رواية
تعود للدراما التليفزيونية بمسلسل" بابا جه" في رمضان 2024.. ما الذي شجعك على العودة مرة أخرى بعد غياب سنوات ؟
لم أغيب عن الدراما التليفزيونية ولكن هناك أعمال تأخرت في الظهور، فهناك عمل لي تحت عنوان " مفترق طرق" للفنانة هند صبري، إياد نصار انتهي تصويره منذ بداية العام وأنتظر موعد طرحه، وقبل هذا العمل كان لدي أعمال مختلفة منها حكاية في مسلسل " وبينا اتنين"، فأنا لست غائبا عن الدراما بشكل عام، ولكني تغيبت منذ 2016 عن دراما رمضان بالأخص لقرار شخصي، لأنني لا أحب الظروف المتعلقة به، وتحمست لمسلسل " بابا جه" لكونه يتكون من 15 حلقة، لأنه سيكون هناك وقت لتنفيذه بشكل جيد، لأن الـ 30 حلقة أصبحت خانقة لكل العناصر.
بعض الصناع أعلنوا أن مسلسلات الثلاثين حلقة في رمضان أصبحت لا تصلح خاصة مع ضيق الوقت والظروف المحيطة.. هل تتفق مع هذا الأمر ؟
أتفق جدا مع هذا الأمر، فظروف الأعمال الرمضانية لا تسمح بمسلسلات 30 حلقة الجيدة المميزة إلا في حالات استثنائية، فالمشكلة تكمن في الطريقة التي يتم بيها تنفيذ الحلقات وليس في الـ 30، فالاتفاق على الأعمال الرمضانية القادمة لا تتم إلا بعد شهر أو شهرين من انتهاء رمضان الحالي وبالتالي يكون هناك 9 شهور فقط للبحث عن فكرة وكتابتها وتحضيرها وتنفيذها وعرضها، وذلك يخنق جميع العناصر، لأن ذلك وقت غير كافي، ولكن إذا تغير هذا الظرف وأصبح الاتفاق الأعمال الرمضانية القادمة قبل رمضان الحالي ستتحقق المعادلة، وفي الحقيقة هذا يحدث أحيانًا في ظروف ضيقة وتظهر أعمال جيدة مثل مسلسل " لعبة نيوتن" للمخرج تامر محسن، فالعمل تم تصويره على سنتين، نظرًا لظروف كورونا الصعبة التي اضطرتهم لوقف التصوير، نتيجة هذا الظرف العمل كان جيدًا، لأنه أخذ وقته جيدًا وعلى سبيل المثال أيضًا مسلسل " الحشاشين" أتوقع أن يكون عمل جيد في رمضان القادم، لأنه كان من المقرر عرضه في رمضان الماضي ثم تم تأجيله لظروف الشركة المنتجة، لذلك أرى أنه سينجح، لأنه سيأخذ وقته، وفي النهاية أرى إذا ظلت هذة الطريقة في الصناعة وهي الإتفاق على المشاريع المقبلة بعد إنتهاء الموسم الرمضاني، سيكون الأفضل هو الابتعاد عن الـ ٣٠ واللجوء إلى أعمال من ١٥ حلقة فقط.
في رأيك كيف تفسر الهجوم على ورش الكتابة في بعض الأحيان خاصة أن مؤخرا هناك ورش كتابة أخرجت عدد من الأعمال الجيدة ؟
سؤالك به جزء من الإجابة، لأن هناك بالفعل ورش كتابة جيدة وأري أنه من الطبيعي في الدراما التليفزيونية أن يكون هناك فريق كتابة للأعمال المتكونة من أكثر من ١٠ حلقات، وقدرة استثنائية أن يكون هناك كاتب لعمل يتكون من ١٥ أو ٣٠ حلقة بمفرده ويحافظ محافظا على الرتم والإيقاع والحيوية، أرى أن ذلك لا يحدث كثيًرا وإن حدث حينها فيكون هناك مشاكل كثيرة، الطبيعي في الدراما أنها تكون من إنتاج ورشة عمل، وأعتقد أن الهجوم يحدث بسبب عدم الاعتياد على ذلك، لأن الدراما المصرية ولدت على أيدي كتاب مميزين كانوا قادرين على تحمل مسلسل بمفردهم مع الوضع في الاعتبار أن في بداية الدراما لم يكن هناك فكرة الـ 30 حلقة، فمن نهاية الستينيات وحتى نهاية الثمانينات كانت الأعمال أقصاها 15 حلقة، وبالتالي كانت فكرة الكتابة منطقية وسلسة لكل كاتب بمفرده، فهناك أعمال عظيمة للكاتب أسامة أنور عكاشة والكاتب وحيد حامد وغيرهم كانت في حدود 12، 13، 15 حلقة وكان هناك سباعيات أيضًا، ففكرة الـ 30 بدأت تتبلور مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، وكان حينها هذا هو النظام أن الكاتب يقوم بالعمل بمفرده، ومع ظهور جيل جديد من الكتاب بدأ التطوير وبدأت فكرة الكتابة الجماعية.
فكرة أن هناك أزمة ورق حقيقية في مصر صحيحة أم لا في وجهه نظرك ؟
بالطبع ليست صحيحة، ليس هناك أزمة ورق في مصر وليس هناك أزمة كتاب سيناريو فهناك عدد من المؤلفين الجيدين بمصر وبحكم عملي على مدار العشرون عامًا الماضيين تعاملت مع زملاء وتلامذه أصبحوا زملاء أعزاء، وهناك أسماء كثيرة من أجيال مختلفة نستطيع ذكرهم، ولكن هناك أزمة تواصل أو فهم ما بين الكتاب وشركات الإنتاج، للأسف ليس كل شركات الإنتاج تستطيع تمييز الكتاب الجيدين، وعلى سبيل المثال عندما تبحث شركة إنتاج عن فكرة لنجم محدد تبحث عن ورق لهذا النجم، فحين أنه من الممكن أن يكون هناك كاتب جيد في نفس الشركة انتهي من كتابة عمل وسلمهم هذا العمل وهذا لا يصلح لهذا النجم لكنه عمل جيد، وهنا لا أقصد أننا ننتج هذا العمل الجيد ولا نبحث عن ورق للنجم، ولكن معنى أنه تم العثور على ورق جيد، فهذا يعني أننا أمام سيناريست جيد ومحترف وشاطر، ويمكن أن يتم التعاون معه في إطار أهداف الشركة، ففي النهاية يجب أن يكون هناك قسم في أي شركة إنتاج للتمييز بين الأعمال الفنية الجيدة والتمييز بين الكتاب الجيدين للتعاون معهم.