سعد نبيل يكتب: خلطة نجاح "الإسكندراني"
فيلم "الإسكندراني" يعتبر عملًا فريدًا من نوعه، حيث تبرز أحداثه مهارات الفنان أحمد العوضي، الذي يقدم أداءً قويًا في أول بطولة سينمائية له، ويركز الفيلم على قضية حيوية تعكس التحديات الاجتماعية في مصر، وهي ظاهرة الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا.
تتتبع القصة رحلة شاب اسمه "بكر الإسكندراني" يتخلى عن أصوله وقيمه في سعيه لحياة أفضل، ويُظهر الفيلم التحولات التي يخوضها الشاب، متنازلًا تدريجيًا عن القيم التي حاولت أسرته غرسها فيه، حيث يتجه الشاب نحو عالم من الجريمة والحياة غير الشرعية.
تبرز رحلته الصعوبات والمخاطر التي يواجهها في رحلته، مع ثمنٍ باهظٍ يدفعه من أجل حياة أفضل، ويُظهر المشهد الأخير قوة الرسالة الخفية التي يحملها الفيلم، حيث يفارق البطل الحياة على يد شخصٍ كان يحبه، وهو واقعٌ يُبرز عواقب اختيارات "بكر الإسكندراني".
في تفاصيلٍ إضافية، يجسد الفنان أحمد العوضي جملة "اللي ياكل الحرام الحرام ياكلة" في مشهد الوداع الأخير، حيث يُقتل على يد أبيه، كما يظهر الفيلم الصراعات العائلية والعواقب القاسية لتصاعد التوترات بين أفراد العائلة، خاصةً في مشهد زواج زينة، من ابن عمه الذي كان يحمل له الكراهية، وسعى بكل الطرق للفرقة بينه وبين حبيبه عمره، وأبيه أيضًا.
بهذا، يظل فيلم "الإسكندراني" لحظة تأملٍ في قضايا المجتمع، ويستمر العوضي في تقديم أعمال تحمل رسائل اجتماعية هامة، ويثبت أن الفن يمكن أن يكون وسيلةً لفهم وتوثيق التحولات الاجتماعية، وأن قوة الكلمة يمكنها التأثير في الوعي الجماعي.
يبرز دور العوضي كفنان يهتم بتقديم أعمال فنية ذات رسالة اجتماعية، ويختار القضايا التي تشغل بال المجتمع. "الإسكندراني" يمثل خطوةً استثنائيةً في مسيرته الفنية، وقد يكون بمثابة إشارةٍ إلى اهتمام الفنانين بالمشاكل الاجتماعية والبحث عن حلٍ لها.
في النهاية، يترك فيلم "الإسكندراني" تأثيرًا عميقًا في نفس المشاهد، ويفتح الباب أمام التفكير في مدى أهمية حماية القيم والعادات في مواجهة الضغوط الحياتية.