في عيد ميلادها.. "رُوُقة" نور وزوجة "عنتر".. الفنانة نورا التي تخرجت في كلية التجارة وغيَّرت اسمها
تحتفل الفنانة "نورا" هذا اليوم بعيد ميلادها (68)، والتي قضت قرابة الثلاثين عامًا من الاعتزال، إذ أنَّها توقفت عن مهنة التمثيل في العام 1996، وقررت ارتداء الحجاب، بعد مسيرة 50 عمل سنيمائي، وعدد غير قليل من الدراما التليفزيونية. فقد بدأت علوية مصطفى محمد قدري “الاسم الحقيقي للفنانة نورا” أدوارها منذ الستينات خلال مرحلة الطفولة في فيلم "وفاء للأبد"، ومسرحية "لوكاندة الفردوس"، ثم وهي شابة في مسرحية "فندق الأشغال الشاقة" مع سمير غانم وجورج سيدهم.
نورا تألقت الفنانة المعتزلة نورا في عدد من الأعمال التي أبرزها ووضعتها في مكانة خاصة بقلوب الجماهير، إضافة لموهبة وملامح مصرية شرقية أعطتها سمات الفتاة العربية، التي تجذب بطلتها من يراها. تلقائيتها وأداؤها الهادئ جعل من أدوارها بصمة ناعمة في تاريخ السنيما والدراما، والتي أثرت في محبيها.
أعمال الفنانة نورا قدَّمت الفنانة أدوارًا تنوعت منذ الستنينات وحتى اعتزالها في منتصف التسعينات، تنوعت بين السنيما مثل "ومضى قطار العمر، هكذا الأيام، الشياطين، الندم، حياتي عذاب، دعوة خاصة جدا، عنتر شايل سيفه، ولكن شيئا ما يبقى، حادي بادي، تل العقارب، خيوط العنكبوت، كف وأربع أصابع" وغيرها. أمَّا الدراما "القاهرة والناس، ابن الليل، لا أنام، لعبة القدر، الحلوة، أعقل زوجين في العالم، أرزاق، مسافرون، أنا وأنت ورحلة العمر، بنات زينب، الرحاية".
لعلّ أكثر ما حظت به من ذاكرة السنيما كان دور "روقة" حبيبة نور الشريف في فيلم العار، والتي جسَّدت فيه بإبداع دور الزوجة العاشقة لحبيبها حدّ الخطر والتضحية بالحياة؛ لتصير مثلًا من أمثلة “الميمز” على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يومنا هذا. كذلك دورها الجميل في مشاركة عادل الإمام في فيلم "عنتر شايل سيفه"، التي جسَّدت فيه دور الزوجة الريفية التي تأبى التفريط في أرضها حال غياب زوجها الذي ترك حياته؛ ليعيش حياة الملذات والغفلة خارج البلاد.
على مستوى الدراما، كان دورها في مسلسل وأدرك شهريار الصباح، والتي شاركت فيه كوكبة من النجوم الرائعين على رأسهم الراحل أمين الهنيدي والفنان يحيى الفخراني؛ لتجسِّد ببراعة وجه آخر لإحدى روائع شكسبير "ترويض النمرة"، مع اختلاف الأدوار التي استطاعت تأديب رجل فحوَّلت حياته المليئة بالاستهتار لكتلة من الندم، أعادته لرشده وصوابه فصار مجنونَ حبيبته ومُخْلِصهَا، من بعد نواياه الاستغلالية.
مسيرة من الأعوام المليئة بالأعمال التي وصلت حد التألق والإبهار، دون تكلُّف أو تصنُّع، تخللها التوفيق بين دراستها الجامعية في كلية التجارة واحتراف الفن، وتجربين للزواج الأولى من الفنان حاتم ذو الفقار، والثانية كانت من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى؛ لتنهي هذه المسيرة في ليلة استحضرت فيها بقرار الاعتزال نهائيًا ودون رجعة إلى الفن، والتقرُّغ لحياة شخصية تحفها الاستقرار، بعد آية سمعتها من سورة مريم حلَّقت بقلبها في سماء أخرى، سماء الإنسان في رحاب آخر غير رحاب الفن، رأت فيه نفسها ووجدت ذاتها.