آخر رسالة.. استكشاف العواقب الوخيمة لسوء التواصل بين الآباء والأبناء

الفجر الفني

شيرين رضا
شيرين رضا

انتهى المخرج سيف مدبولي فيلم آخر رسالة من بطولة "شيرين رضا" و"فراس سعيد" والذي يتناول فيه الديناميكيات الأسرية والعواقب الوخيمة لسوء التواصل بين الآباء والأبناء، والذي يشهد عرضه العالمي الأول في الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي (24 أكتوبر - 1 نوفمبر).
 


أحداث فيلم آخر رسالة 

في استكشاف مؤثر للروابط العائلية، تنطلق الأحداث عندما تكتشف نادية الأم (شيرين رضا) معاناة وصراعات ابنها الخفية، والعواقب الوخيمة لسوء التواصل بينهما عندما تعلم بمحاولته الانتحار، ويأخذنا الفيلم في رحلة الأم للاكتشاف ومواجهة النفس والتكفير.

 

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يحتل الانتحار المرتبة الثالثة بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين الشباب. وتشمل العوامل الرئيسية التي تساهم في ذلك الافتقار إلى دعم الأسرة وتفهمها، وهو بالتحديد ما يسلط مدبولي الضوء عليه من خلال الفيلم الذي قامت دينا ماهر بتأليفه. فعندما يدخل عصام الابن في غيبوبة بسبب جرعة زائدة من عقار زاناكس في محاولة للانتحار، تبدأ الأم في تفتيش هاتفه، وحينها تتفاجئ بالفجوة الكبيرة الموجودة بينهما، والفراغ الذي أحدثه انشغالها عنه غافلة عن الصراعات والأزمات التي يمر بها.

 

متحدثًا عن الفكرة وراء صنع الفيلم، يقول مدبولي "لقد قمت بإنتاج هذا الفيلم القصير لتسليط الضوء على أهمية العلاقات الأسرية، وخاصة بين الآباء وأبنائهم. إن الأمر يتعلق بسوء التواصل، من الضروري أن يستمع الآباء إلى أطفالهم ويدعموهم، ويخلقوا بيئة آمنة في المنزل حتى لا يشعروا بالحاجة إلى البحث عن الطمأنينة في مكان آخر، حيث قد يتعرضون للأذى".

 

في الوقت الذي تحاول فيه الكثير من المجتمعات، خاصةً العربية، غض الطرف عن المشاكل التي تنتج عن إهمال الآباء لأبنائهم، يختار سيف مدبولي من خلال فيلمه تسليط الضوء عليها بدلًا من تجنبها، وطرح الأسئلة الهامة التي تستوجب التوقف أمامها، مثل المشهد التي تتساءل فيه نادية "هل أنا أم سيئة؟" لأنها وعلى الرغم من كونها طبيبة نفسية إلا أنها فشلت في الانتباه للحالة النفسية لابنها كما فشلت في خلق علاقة صحية بينهما تسمح له بالتواصل معها بشكل سليم قبل الوقوع في فخاخ من يحاولون استغلاله.