أحمد كمال لـ «الفجر الفني»: خالد الحلفاوي حرص على تكوين صداقة مع أبطال «كامل العدد» الصغار.. والأطفال في الشارع كانت تسألني عن فرح وحسن وحسين (حوار)
أحمد كمال، فنان استطاع أن يجسد خلال أعماله الرجل المصري البسيط، بأداء رائع مميز وهادئ، شارك في أعمال ذات قيمة، تناقش قضايا إنسانية وأسرية، من قلب المنزل المصري، وكانت جميعها هادفة، ليست على سبيل إمتاع المُشاهد وتسليته، وإنما متعة وهدف، ولعل آخر ما شارك به هو مسلسل «كامل العدد بلس 1» والذي قدم خلاله دور «تيمور» لا يقل أهمية عن أعماله السابقة، بل وأنه حقق نجاحا كبيرا خلاله، حسبما أبدى الجمهور من آراء كثيرة عن الأداء.
لذا حرص «الفجر الفني» خلال السطور التالية على إجراء حوار خاص مع النجم الكبير، ليستعرض كيف كانت الكواليس، وأيضا ليكشف عن رأيه في قضية المسلسل الهامة، بشيء من التفصيل.
إليكم نص الحوار:
- لعب «أحمد كمال» دور والد «ليلى» وظهر بشخصية داعمة لها وتعامل مع موقف النصب على ابنته وصديقتها «إنجي».. هل يتعامل أحمد كمال بهذا السلام في حياته مع مواقف مشابهة؟
أرى أن الموقف بالفعل انتهى والأمر قد وقع ولا مفر منه، ولا يوجد حل من المشكلة، وهرب الرجل، فلا جدوى، وتركيبة دور «تيمور» من الشخصيات التي لا تحب أن تحزن نفسها على أي شيء، يعيش حياة بسيطة، وأرى أن كل شخصية يجسدها الفنان تحمل كثيرا من ملامح شخصيته، إذا لم يكن يمثل دور قاتل أو لص أو مزور، فتكون بعيدة عنا، وأغلب الشخصيات في مسلسل «كامل العدد» كانت قريبة من شخصية الممثلين، والفروق بين الأصل والتمثيل كانت قليلة، فالمسلسل يعتمد على حياة الناس العادية الطبيعية.
ظهر خلال المسلسل نقلات فنية تعرض قضايا مجتمعية مثل تطور التكنولوجيا في ظهور مواقع التواصل الإجتماعي «تيك توك» كما حدث مع أمينة ابنة ليلى
- هل ترى أن تطور التكنولوجيا وظهور السوشيال ميديا يؤثر على الشباب في مرحلة المراهقة؟
التكنولوجيا سلاح ذو حدين، لها أضرار وأيضا منافع، على حسب استخدامنا لها يحدد كيف سنتأثر سلبا أو إيجابا، السوشيال ميديا عليها تحفظات كثيرة جدا وأيضا شر كبير، بالإضافة إلى الجرائم والخداع والنفاق، فالتعامل معها هو الفارق، مثل النار ممكن أن تطهي طعاما ومن ناحية أخرى تحرق.
- وما نصيحتك لهم؟
وعي الشاب، هو ما يجعله يحمي نفسه، وهذا لا يأتي سوى من المنزل، والأهل «الأب والأم» وتربيتهما له، ومسؤولية دور الأم والمنزل والمدرسة، أو الجامعة في توعية ونصح الشباب هذا ما يجعله يستخدمها صحيحا، لو الشاب أو المراهق غير مسؤولا، فبالتأكيد سيستخدمها بطريقة خاطئة، ولكن إذا كان الأب والأم يحملان على عاتقهما، أمور تعليم صغارهما من الطفولة، والتنشئة على القراءة والاستطلاع والروايات واهتمامات كثيرة، فإذا هنا ينشأ شخصا جيدا، بالطبع دون شك سيتعامل بطريقة صحيحة مع التكنولوجيا، وانشغال الآباء عن أبنائهم قد يؤدي إلى مشكلة كبيرة في تربية الأبناء وفقدانهم الكثير من التوعيات.
- ظهر ارتباط «أحمد كمال» بمنزله وبلده ليس في «كامل العدد» فقط وإنما أيضا في «ذات».. هل هذا المبدأ صفة مرتبطة بشخصيتك الحقيقية أم أنها صدفة التكرار والتشابه في الأعمال؟
لا أختار الأدوار التي أقوم بها خلال المسلسلات، في «ذات» كانت الظروف مختلفة كثيرا ولكن كان أيضا متعلقا بوطنه، وأما عن شخصية «تيمور» في مسلسل «كامل العدد» فهو كان شخصا بسيطا، يميل إلى الحنين للماضي، والتأثر بالزمن الجميل، وقراءة كتب المصريين، لذا فكان ارتباطه بالأرض المصرية شديدا، فعندما جاءت فكرة السفر، بالطبع كان من الواجب رفضها.
- لم يتخلى «تيمور» عن زوجته رغم رفضه للسفر معها وحبه لها.. هل هذا الموقف إذا حدث في حياتك كيف ستكون ردة فعلك؟
لأنه إن سافر معها كان سيتغير هناك، ومن الممكن أنه كان سيؤثر على علاقتهما، وبالفعل ستنتهي، وكان سيشعر هناك أنه ليس هو بل شخصا آخر، وأعتقد أنه كان حلًّا صحيحا، أن كل منهما يحتفظ بشخصيته، حتى تجمعهما الأيام يوما ما، أو لا تجمعهما، ولكن كونه يرافقها ويوافقها ويتخلى عن هويته المصرية ويذهب معها، سيتسبب ذلك في اختلاط الكثير من الأمور عليه ويجعله مشتتا، وبالتالي سيصيب زوجته بذلك التشتت، وينتهي الأمر بتدمير العلاقة، فالحل الدرامي من المؤلفين كان صحيحا بالرفض.
كثيرا من الناس قد ترى أن تيمور لم يضحي من أجل زوجته ويسافر معها.. ما رأيك في ذلك؟
أرى أن التضحية لها حدود، والتضحية التي تؤدي إلى هدم العلاقة ليست بمسماها، هذا ما هو إلا تفكير خاطئ، ولنفترض على سبيل المثال، زوجا يطلب من زوجته ألا تعمل، وتجلس بالمنزل، وتنسى طموحاتها، بل تقضي تماما عليها، هذا لا يسمى حبًّا وإنما بالمعنى الأصح «أنانية» إلا بتواجد ظروف قاهرة تستوجبها بالجلوس في المنزل، هذا أمرا آخر ولكن ما دام هي قادرة على العمل وتتابع في منزلها في آنٍ واحد فلا بأس، إنما يقضي على أحلامها وطموحاتها فهذا ظلما كبيرا لها.
- مشكلة الانفصال والطلاق أصبحت تهدد مجتمعنا بصورة متكررة ولكن ظهرت خلال أحداث المسلسل بصورة إيجابية تمكنت من كسر توقعات المشاهد.. ما نصيحة «أحمد كمال» للأزواج؟
الطلاق ليس نهاية العالم، ولكن التركيز كله فترة ما بعد الانفصال والطلاق، البداية الجديدة كيف ستكون؟ ومعها حافز المجهود، كثير من الأسئلة لا بد أن أوجهها لنفسي حينها، هل سأكون على استعداد لبداية جديدة وتعلم من أخطائي السابقة، كل ذلك سيحدد أن الطلاق ليس نهاية العالم وهناك دائما بداية جديدة، والإنسان بالطبع من الممكن أن يبدأ من جديد مرة واثنين وأكثر، لا يوجد مشكله في ذلك، ما دام يتعلم من أخطائه، ويغفر لنفسه والآخرين، جزء التسامح هام جدا، فلا تتردد مقولات الندم «الطرف الآخر هو من كان سيئا» وفكرة الطلاق غير قائمة على سوء شخصية أحد الأطراف وإنما التركيبة الكيميائية للطرفين لم تتوافق، فلا بأس أن يبدأ كل طرف منهما بعد ذلك حياته مرة أخرى مع شخص آخر.
- مسلسلات الـ 15 حلقة أخذت حيزا ملحوظا على الساحة منذ رمضان 2023.. ما رأيك بها؟
أتاحت أن يكون هناك جودة مع اختفاء إطالة الأحداث التي كنا نشتكي منها، فتكثيف العمل في 15 حلقة أتاح لجودة الكتابة والإخراج، وأيضا العناصر، وخاصة رأينا الكثير من مسلسلات 30 حلقة، ويصيبنا الملل والرتابة من مشاهدة نفس الأحداث طوال الشهر، في الوقت الحاضر أصبحت ذات 15 حلقة الأنجح والأقرب للمشاهد، إلا في حالة كتابة 30 حلقة أرى أنه لا يكتبها مؤلف واحد، بل مجموعة مؤلفين، كما نرى المسلسلات التي تعرض على المنصات العالمية مثل نتفليكس وغيرها، نرى في التترات أكثر من مؤلف وأكثر من مخرج، لأن كثرة الحلقات تعمل على إنهاك المخرج، لأن في الخارج لهم فكرة أشجعها، وهي لكل عدد من الحلقات مخرج ومؤلف، لا بد من عمل جماعي في المسلسل، ولا أشجع العمل الفردي.
- كيف كانت كواليس العمل؟
كانت مثل المسلسل، جو عائلي، والأطفال الصغيرة كانت ملتزمة جدا، وجادين في العمل، فكانت أجواء مريحة، ماحدث خلال المسلسل أثر علينا، دائما عندما نعمل في مسلسل تؤثر علينا أحداثه، وعلاقتنا الشخصية كممثلين أيضا، وكان هناك سهر ومذاكرة وعمل كثيف.
بالإضافة إلى أن خالد الحلفاوي، مخرج يمتلك قدرة جبارة على إدارة الأطفال والشباب الصغير، وعرفت أيضا أنه عندما اختارهم، بدأ بمصاحبتهم والخروج معهم، قبل التصوير، وكانت مرات الخروج معهم كثيرة، فأنشأ معهم صداقة قوية، وعرفهم جيدا، حتى يعرف ملامح كل شخصية، وهذا ساعده في فهمهم.
- خالد الحلفاوي أشار إلى أن رسالة المسلسل في اضحاك الجمهور أصعب من الدراما والتراجيدي.. فما الصعوبات التي واجهت طاقم العمل أثناء التصوير؟
لا توجد صعوبات كثيرة أثناء التصوير، لاتمام المشاهد داخل بيوت وأجواء بسيطة، عصرية وأسرية، وأرى أن كل صنف درامي له خصوصيته وحرفيته.
- هذا الموسم لاحظنا طوال حلقاته الرسالة التي تسبق كل حلقة وهي افتقاد أسرة «كامل العدد» للنجم الراحل مصطفى درويش.. ما الذي يريد «أحمد كمال» قوله لـ «درويش» افتقادا له هذا العام في هذا العمل وأيضا في بقية الأعمال الرمضانية ؟
رحمة الله عليه، كان شخصا خيرا جدا، ويساعد كثير من الناس، وعرف عنه فاعل خير بشكل كبير، وطوال التصوير نشعر بتواجد روحه معنا، بشكل أو بآخر، وعندما تأتي سيرته الناس تتأثر حقيقةً ليس تمثيل، وكلنا تأثرنا باختفائه وغيابه السريع، ولكن الحزن يبقى، حضوره قوي رغم غيابه الجسدي.
- ماهي المسلسلات التي وقعت ضمن قائمة المتابعة الرمضانية على شاشة تلفاز «أحمد كمال»؟
لا أتابع خلال شهر رمضان أية مسلسلات، والمسلسلات أتابعها بعد انتهاء الشهر المبارك، ولم أحدد أي منهما سأتابع، وعلى مدار العام سأبدأ في انتقاء أيهما سأشاهد، على حسب ترشيحات بعض زملائي، والناس.
هل أبدى الناس المحيطة بك آرائهم عن مسلسل «كامل العدد»؟
في الشارع يستوقفني الأطفال الصغار، ليسألون عن فرح وحسن وحسين، ويتمنوا مقابلتهم، فدائما الأطفال والشباب يستوقفني من أجل السؤال عن أبطال العمل الصغار، وأعتقد أن أكثر من شاهده كانوا فئة الأطفال.
- بعد نجاح موسمي «كامل العدد» وطلب الجمهور بعمل جزء جديد.. ما رأيك في فكرة موسم ثالث ؟
بعد انتهاء الموسم الأول من «كامل العدد» تجمعت المؤلفات وبدأتا في إبداء آرائهما وطرح أفكار جديدة للموسم الثاني، بمشاركة أفكار المخرج خالد الحلفاوي ومن هنا، تم العمل على فكرة موسم جديد، وأعتقد أنه سيحدث نفس الشيء مع فكرة موسم ثالث، هل سيكون هناك جديد، وهل هناك أفكار أقوى لعمل موسم آخر.
- هل ترى أن الفكرة جيدة وتستحق؟
نعم إذا كانت هناك أفكار أقوى، فلما لا.
- ماهي أعمالك المقبلة؟
هناك مسرحية في المسرح القومي، في الموسم القادم، ستكون عن موت سارت المؤلف الموسيقي الشهير، وفي انتظار انتهاء مونتاج فيلم «بحر النسيان»