"أنا المصري" و"عظيمة يامصر" تشعلان حماس جمهور ملتقى الهناجر الثقافي
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، عقد قطاع شئون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، لقاءه الشهرى لملتقى الهناجر الثقافى، بعنوان "القوى الناعمة ودورها فى مواجهة التطرف والإرهاب" أمس الجمعة بمركز الهناجر للفنون، بإشراف الفنان محمد دسوقى مدير المركز .
تحدث فى الملتقى الدكتور طايع عبد اللطيف،
رئيس معهد إعداد القادة بحلوان ومستشار وزير التعليم العالى، الدكتورة رشا على الدين
وكيل كلية الحقوق جامعة المنصورة وعضو المجلس الأعلى للثقافة، الدكتور سعد الزنط مدير
مركز الدراسات الاستراتجية وأخلاقيات الاتصال، وأدار الملتقى الناقدة الدكتورة ناهد
عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى .
قالت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد،
مدير ومؤسس ملتقى الهناجر الثقافى، إن الملتقى ناقش موضوع "القوى الناعمة"
ثلاث مرات، المرة الأولى كان عام 2013 تحت عنوان "قوة مصر الناعمة إلى أين..؟،
والثانى فى عام 2015 بمؤتمر تحت عنوان "القوى الناعمة ودورها فى مواجهة التطرف
والإرهاب" واستمر لمدة 3 أيام، وهوعنوان الملتقى اليوم أيضا، ولكن نبدأ اليوم
من مفهوم ووظيفة القوى الناعمة، التى تعد المقابل للقوى الخشنة أو القوة العنيفة أو
العسكرية، ونناقش اليوم ما هى وظيفة هذه القوى الناعمة في هذا المجال الإنساني العريض
من مجمل البشر، وأضافت أن الملتقى يناقش اليوم أيضا أهم وظائف القوى الناعمة وهو التغيير
إلى الأفضل، وأن يكون الإنسان أكثر انسانية واستنارة وفاعلية وإدراكا بدوره ووظيفته
الاجتماعية، فالقوى الناعمة تحشدنا تملؤنا تشبعنا بالثقافات والمعارف المختلفة، وتحررنا
عندما تطلق في نفوسنا الطاقات الإبداعية الخلاقة، تحررنا مما قد يكون قد ترسب من مشكلات
وأجواء وأمراض اجتماعية نتيجة التربية السيئة والتوترات والصراعات التي قد يمر بها
الانسان في أي مجتمع، مشيرة إلى أن القوى الناعمة تمثل تعدد الثقافات وتجعلنا نتقبل
الآخر بصدر رحب، وعندما نعمم مفهوم القوى الناعمة وتأثيرها ووظائفها نستطيع النجاح
في بناء الإنسان المصري وبناء المجتمع والمستقبل الحضاري .
وعن الإرهاب تحدث الدكتور طايع عبد اللطيف،
وقال إن الكل يعلم ما هو أخطر مرض على مستوى البشرية وهو السرطان، وخطورته تكمن في
أن منبع المرض هو جزء من الجسم، وكلما بدأ الجسم في مهاجمته، يرد الجزء الآخر كيف ستهاجم
جزء منك، وهذا هو نفس فكرة الإرهاب في نموه، يشبه النمو السرطاني في خطورته، والقوى
الناعمة بيدها أن توقف نمو الخلايا السرطانية، ومن الممكن أن تموت الشجرة وهي في مكانها
دون أن يشعر أحد من خلال خلخلة جذورها، وأضاف أن العدو يهدف ويسعى إلى خلق خلية سرطانية
بداخل المصريين، وبث فيهم مفهوم أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، إلى أن يتملكهم هذا
الشعور، ويولد بداخلهم كره ومقت لهذا البلد ثم يشرع العدو فى استغلالهم لأغراضه ومصالحه،
وكلما حاول المواطن المصرى النهوض أوجد له نوع آخر من الخلايا السرطانية، تنمو وتهد
البناء الداخلي للمجتمع، مثل "فتنة طائفية ـ نزاعات رياضية ـ بلبلة إعلامية
"، فكل فرد بمفرده لا يساوي شيئا ولكن بتكاتف واتحاد الجميع نساوي الكثير.
قالت الدكتورة رشا على الدين، إن الإعلام
يشكل مصل حيوي لتحصين شعبنا وكل الشعوب من القوى الهدامة، ومصطلح القوى الناعمة هو
مصطلح علمي، ظهر أول مرة في جامعة هارفرد عام 1990، وتلقفته بعدها الصين في 2007، وظل
هذا المصطلح لمدة 20 عاما يتوارى على المجتمع الدولي، وأضافت أن السوشيال ميديا الآن
تعد قوة ناعمة فعلية، والقوى الناعمة لها دور سلبي مثل التنمر وعلينا الحذر من ذلك،
والمرأة هي أهم مصادر القوى الناعمة متمثله في الأم، ثم الدين ثم الأستاذ في المدرسة،
ثم الدكتور في الجامعة، وما تحويه الجامعة من نشاطات، لكن للأسف تدخل التكنولوجيا أفقدت
كل هذه المراكز قوتها .
من جانبه أوضح الدكتور سعد الزنط، أن مصطلح
القوى الناعمة مرتبط بسمات الشخصية المصرية، وهناك اهتمام من الدولة بخط بناء الإنسان،
وقال إننا دائما نتلكم عن العرض وليس المرض، والآن حان التحدث بشأن المرض، وأضاف أن
مصر أقدم دولة في التاريخ لديها منظومة أخلاقية، كل الأديان نادت بالقيم الأخلاقية،
ففى الإسلام قال الرسول الكريم (ﷺ) إنما بعثت للأتمم مكارم الأخلاق، ولو قمنا بعمل منظومة أخلاقية سنجد
الدين على رأس القائمة، يليها القائد القدوة، إعادة بناء الإنسان المصري في حاجة إلى
إعادة تشخيص تقديم الهوية الوطنية على الهوية الدينية، فوطن بلا كنائس أفضل من كنائس
بلا وطن، يجب أن تسبق الدولة الناس وليس العكس، وهذه هى سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي
رئيس الجمهورية، فلم نراه يضع حجر أساس، بل نراه يفتتح المواجهة الأمنية، ويجب إعادة
طرح كل قضايانا بما يناسب العصر .
ووجه القس "بولا فؤاد رياض" كاهن
كنيسة مارجرجس المطرية، التهنئة لكل الشعب المصرى، بمناسبة العام الهجري الجديد، وقال
نحن لن نفقد الأمل فنحن بحاجة للبناء، فعلينا السعى والفلاح ورب السماء يمنحنا النجاح،
والقوى الناعمة يمكن استخدامها على المستوى الإقليمي والدولي، وأضاف أن الحوار هو الحل،
فالحوار يؤدي إلى الإقناع وبدوره يسلك الإنسان السلوك السوي، فالخطأ بنا نحن وليس الدين،
فالدين من الله وتجار الدين ليس لهم مكان بيننا، كل عضو في الجسد له دور، ومن ليس له
دور نطلق عليه شئ زائد يجب استئصاله، القوى الناعمة لا تعني الضعف فهي قمة ومصدر القوة،
استخدام القوى الناعمه لا يعني إلغاء استخدام القوة الخشنة، فلا تكن لينا فتعصر ولا
خشنا فتكسر .
تخلل الملتقى مشاركة مميزة بباقة من الأغانى
المتنوعة من مطرب الأوبرا الفنان "سعيد عثمان" بمصاحبة فرقة شموع الموسيقية،
وقدم مجموعة من روائع الأغانى الوطنية لزمن الفن الجميل منها " عاش، أنا المصرى،
عظيمة يامصر، يابلادى".